كثيراً ما نستخدم العصفر في إعداد طعامنا وإضفاء اللّون له خاصّة عند إعداد الأرز والمعجّنات. العصفر على الرّغم من فوائده الكثيرة، إلّا أنّ الكثير يجهلون ماهيّته، وأين يزرع، وما هي فوائده، فلنتعرف عليه.
العصفر هو نبات عشبيّ حوليّ من الفصيلة النّجميّة، وهو عبارة عن زهرة تسمّى زهرة القرطم، والتّي تشبه أزهار الزّعفران. له أسماء عدّة منها القرطم، والكركم، والجرجوم، والبهرمان، والزرد، والزّعتر الأمريكي، والزّعفران الكاذب. يتراوح طول نبتة العصفر بين 30 إلى 150 سم، ويستخدم منها الجزء العلويّ المتمثّل بالزّهرة، والتي يكون لونها إمّا أحمر اللّون وهي التي تذوب في القلويّات ويصنع منها أحمر الشفاه، وتستخدم أيضاً في دباغة الحرير. وقد يكون لونها أصفر اللّون وهي الأزهار التي تذوب في الماء، وتستخدم في صبغ الطّعام. وبسبب التّشابه بين العصفر والزعفران فإنّ بعض التّجار قد يستعيضون عنه بالعصفر، لغلاء ثمن الزعفران؛ فيغشّون به.
أمّا موطنه الأصلي فيقال أنّها منطقة الشّرق الأوسط، حيث زرع المصريّون القدامى العصفر قديماً، واستعمله الفراعنة في التحنيط، وفي جدران المعابد التي بنوها. ويزرع حالياً في الهند، وفي الصّين، وفي مصر، وفي أماكن أخرى في آسيا كسوريا ولبنان، وفي جنوب أوروبا. ينمو العصفر في الأماكن الدافئة، وذلك من نصف شهر آذار حتّى شهر أيّار، حيث تتلوّن أزهارها، ويتم الانتظار لتجفّ فتجمع بتلات الازهار وتفرش في مكان ظليل وفي الهواء، حتّى تجفّ تماماً وتطحن ليصلح استخدامها.
على الرّغم من أنّ الكثير من ربّات البيوت أو أصحاب المطاعم يستخدمون العصفر كنوع من أنواع البهارات والتوابل لإضفاء اللّون فقط، فهذا يعني أنّ الكثير لا يدركون أهميّته الغذائيّة والصّحيّة وخصائصه الطبيّة الفريدة. فالعصفر يستخدم كعلاج للحرارة وخفضها، وعلاج للكدمات والجروح، وآلام الجلد وإلتهاباته، والتّخلص من الدمامل، وآلام المفاصل. كما أنّه يقلّل من تجلّطات الدّم ولعلاج الشّريان التّاجي، ويشرب كشاي لعلاج الحصبة والطفح الجلدي. وهو أيضاً مدرّ للبول، ويعالج الإمساك ومشاكل المعدة. يستخدم العصفر أيضاً كخافض لنسبة الكوليسترول في الدّم، وهو منشّط قويّ للكبد.
كما أنّ العصفر عندما يتمّ استخدام زيته فإنّه خيار صحيّ جيد، حيث أنّ احتواءه على نسبة كبيرة من فيتامين إي يساعد في تخفيف الوزن، وفي تحسين صحّة القلب والتخفيف من أعراض الشيخوخة. وهو يستخدم في العلاجات الجماليّة كذلك، فتدليك الشّعر دوريّاً بهذا الزّبت قبل غسله بالشامبو، يوسّع الأوعيّة الدّمويّة لفروة الرأس، وهذا ينشّط الدّورة الدّمويّة، وبالتالي منع تساقط الشّعر وزيادة كثافته. وزيت العصفر أيضاً يستخدم في صنع مستحضرات التجميل الطبيّة؛ مثل صابونات وكريمات الوقاية من الشمس، وأيضاً مستحضرات تخفيف التجاعيد وترطيب الجلد .
مع أنّ للعصفر وزيته فوائد كثيرة إلّا أنّه يجب توّخي الحذر وعدم الإكثار منه، خاصة لمن يعانون من الحساسيّة من بعض النباتات ومنهم العصفر. فالإفراط منه قد يؤدّي إلى ارتفاع في إنزيمات الكبد، وآلام حادّة في الصّدر، وضيق في التّنفس، وارتفاع في الحرارة، ونقص في الصفائح الدّمويّة.
المقالات المتعلقة بما هو العصفر